ستسعى السعودية إلى تعزيز جهود أوكرانيا وحلفائها لكسب دعم ما يسمى بـ"الجنوب العالمي" من خلال استضافة محادثات في جدة في نهاية الأسبوع المقبل، وفقاً لتقرير لوكالة "بلومبرغ".
ودعت السعودية مستشارين للأمن القومي والدبلوماسيين من أوكرانيا والعديد من حلفاء كييف الرئيسيين وآخرين في مجموعة العشرين مثل الهند والبرازيل والصين، وفقاً لما ذكره مصدر مطلع للوكالة.
وقال الشخص الذي لم تذكر "بلومبرغ" اسمه، إنه طُلب من أكثر من عشرين دولة الحضور، بما في ذلك أيضاً تركيا واليابان والمملكة المتحدة وجنوب أفريقيا والاتحاد الأوروبي، مضيفا أنه "لم تتم دعوة روسيا".
وحسب ما ذكرته "بلومبرغ" فمن المتوقع أن يحضر مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، للمحادثات المرتقبة في السعودية.
والاثنين، قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر: "نحن بالطبع ندعم هذه القمة، لقد قلنا منذ فترة طويلة إنه من المهم أن تكون أوكرانيا في مقعد القيادة".
ومن المتوقع أن يناقش الاجتماع، الذي يأتي بعد اجتماع مماثل في كوبنهاجن في يونيو/حزيران، صيغة سلام قدمها الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي.
وتدعو مبادرة زيلينسكي المكونة من 10 نقاط إلى "انسحاب القوات الروسية الكامل من أوكرانيا، والإفراج عن جميع أسرى الحرب والمبعدين وضمان أمن الغذاء والطاقة".
وستشمل المبادرة أيضا ضمانات أمنية لأوكرانيا بمجرد انتهاء القتال واستعادة الأمان حول محطة الطاقة النووية المحتلة في زابوروجيا.
ويرفض الرئيس الأوكراني أي مقترح لوقف إطلاق النار من شأنه السماح باستمرار سيطرة روسيا على ما يقرب من خمس أراضي بلاده ويمنح قواتها الفرصة لإعادة ترتيب صفوفها بعد 17 شهراً من الحرب.
ولم يتم الانتهاء من القائمة النهائية للحاضرين بالاجتماع ويمكن تغييرها، حسبما ذكرت "بلومبرغ".
والسبت، ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن السعودية ستدعو دولاً غربية وأوكرانيا ودولاً نامية كبيرة للمشاركة في محادثات تركز على خطة الرئيس الأوكراني للسلام.
وقالت الصحيفة إن كييف والدول الغربية تأمل في أن تؤدي المحادثات إلى حشد دعم دولي لشروط سلام في صالح أوكرانيا.
ويحاول حلفاء كييف الرئيسيون تشكيل دعم واسع النطاق لاقتراح زيلينسكي قبل أي قمة سلام محتملة.
وكان التواصل مع "الجنوب العالمي" هدفاً رئيسياً لقمة مجموعة السبعة التي عقدت في مايو/ أيار باليابان، حيث التقى زيلينسكي أيضا برئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي.
والأحد، قال أندريه يرماك، مدير مكتب الرئيس الأوكراني، إن أوكرانيا تناقش مخططها مع أكثر من 50 دولة وتهدف إلى الاتفاق على صياغة مسودة يمكن للقادة الوطنيين دراستها قبل نهاية العام.
وأشار الكرملين إلى أنه "يسعى لمعرفة المزيد من المعلومات عن أهداف محادثات مزمع عقدها في السعودية".
وقال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف: "بالطبع، ستتابع روسيا هذا الاجتماع، نحن بحاجة إلى فهم الأهداف المحددة وما الذي سيجري مناقشته، أي محاولة للتوصل إلى تسوية سلمية تستحق تقييما إيجابيا"، حسبما ذكرت وكالة "رويترز".
لكن بيسكوف كرر أيضا موقف موسكو بأنه لا يرى حاليا أي أساس لمحادثات سلام مع كييف.
وقال في اتصال هاتفي مع صحفايين إن "نظام كييف لا يريد ولا يمكنه أن يريد السلام طالما يجري استخدامه حصريا كأداة في حرب الغرب الجماعية مع روسيا"، وفق "رويترز".
ومنذ الغزو الروسي لأوكرانيا، حافظت السعودية على علاقات قوية مع روسيا وتعتبر موسكو حليفاً أساسياً في تحقيق التوازن في سوق النفط العالمية، ويترأس البلدان معًا تحالف "أوبك +".
وفي الوقت نفسه تحاول السعودية بشكل متزايد وضع نفسها كقوة دبلوماسية، وقالت إنها تريد التوسط بين أوكرانيا وروسيا.
في مايو/ ايار، استضافت السعودية زيلينسكي خلال فاعليات القمة عربية التي انعقدت في جدة، وفي وقت سابق من العام، زار وزير خارجية المملكة العاصمة الأوكرانية كييف، حيث تعهد بتقديم 400 مليون دولار من الدعم الإنساني لأوكرانيا.
وفي العام الماضي، ساعدت السعودية في التوسط في مقايضة الأسرى بين روسيا وأوكرانيا.